الإعراب:
فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ المخصوص بالمدح محذوف، تقديره: فلنعم المجيبون نحن، كقوله تعالى:
نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص 38/ 44] أي أيوب.
سَلامٌ عَلى نُوحٍ سَلامٌ: مبتدأ، وعَلى نُوحٍ: خبره، وجاز الابتداء بالنكرة، لأنه في معنى الدعاء، كقوله تعالى: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ [المطففين 83/ 1] وقرئ سلاما بالنصب على أنه مفعول تَرَكْنا تقديره: تركنا عليه في الآخرين سلاما، أي ثناء حسنا.
البلاغة:
وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ كناية، كنى بذلك عن الذكر الجميل والثناء الحسن.
المفردات اللغوية:
نادانا نُوحٌ دعانا حين أيس من قومه، فالمراد من النداء الاستغاثة، بقوله: أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ [القمر 54/ 10] . فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ له نحن، اي فأجبناه أحسن الإجابة، والتقدير: فو الله لنعم المجيبون نحن، فحذف ما حذف لقيام ما يدل عليه. ونوع الجواب: أنا أهلكناهم بالغرق.
مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ أي الغرق أو أذى قومه، والكرب: الغم الشديد وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ أي أبقينا ذريته متناسلين إلى يوم القيامة، فالناس كلهم من نسله عليه السلام، وكان
نام کتاب : التفسير المنير للزحيلي نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 23 صفحه : 104